متنوع

الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء: دفعة قوية للحل السياسي الشامل.

5
(1)

الموقف الفرنسي: دعم تاريخي يتجه نحو الترسيم

لطالما كانت فرنسا داعماً تاريخياً للمغرب في ملف الصحراء. فعلى مدار عقود، عبرت فرنسا عن دعمها القوي لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب في عام 2007، واعتبرتها أساساً جدياً وواقعياً لحل النزاع. هذا الدعم لم يقتصر على التصريحات الدبلوماسية، بل تجلى في مواقف فرنسا داخل مجلس الأمن الدولي، حيث دأبت على التأكيد على أهمية الحل السياسي الواقعي، وهو ما يتطابق مع الرؤية المغربية.

تصريحات المسؤولين الفرنسيين، بما فيهم الرئيس إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، خلال زياراتهم الأخيرة للمغرب، أكدت على ضرورة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها، بما في ذلك التنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية، وفي صلبها قضية الصحراء. هذه التصريحات وإن لم تكن اعترافاً صريحاً بالسيادة، إلا أنها تؤشر إلى مسار ثابت نحو ترسيخ هذا الاعتراف بشكل عملي.

أهمية الموقف الفرنسي للمغرب:

يحمل الموقف الفرنسي، وتوجهه نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، أهمية استراتيجية بالغة للمملكة المغربية:

  • ثقل دبلوماسي وسياسي كبير: فرنسا قوة دولية كبرى، وعضو دائم في مجلس الأمن، ولها تأثير كبير في الاتحاد الأوروبي وعلى الساحة الأفريقية. دعمها لموقف المغرب يعزز الشرعية الدولية للمقترح المغربي للحكم الذاتي ويساهم في حشد المزيد من الدعم الدولي.
  • تعزيز الدينامية الإيجابية: يأتي التوجه الفرنسي بعد اعترافات مماثلة من الولايات المتحدة وإسبانيا، مما يخلق دينامية إيجابية ويشجع دولاً أخرى، خاصة داخل الاتحاد الأوروبي، على اتخاذ مواقف مماثلة لدعم الحل السياسي الذي يقترحه المغرب.
  • شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد: يعزز هذا التقارب حول قضية الصحراء الشراكة الاستراتيجية التاريخية بين المغرب وفرنسا في مختلف المجالات: الاقتصادية، الأمنية، الثقافية والعلمية. فالمغرب يعتبر بوابة إفريقيا بالنسبة لفرنسا، وشريكاً أساسياً في مكافحة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية.
  • دعم التنمية في الأقاليم الجنوبية: الموقف الفرنسي الداعم للمغرب يفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات الفرنسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مما يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق، ويؤكد على كونها جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمغرب.

المستقبل: نحو اعتراف فرنسي رسمي وكامل؟

تتجه المؤشرات الحالية نحو ترسيخ الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء بشكل رسمي وكامل في المستقبل القريب. فالتقارب الدبلوماسي الأخير، وتصريحات المسؤولين الفرنسيين، وتركيز المغرب على بناء شراكات استراتيجية قوية مع الدول الفاعلة، كلها عوامل تدفع في هذا الاتجاه.

يُعد هذا التطور جزءاً من استراتيجية دبلوماسية مغربية شاملة تهدف إلى تعزيز وحدتها الترابية وإقناع المجتمع الدولي بجدية وواقعية مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد ممكن لهذا النزاع المفتعل. إن المغرب يواصل مساره في بناء نموذج تنموي شامل في أقاليمه الجنوبية، مما يعزز حججه على الساحة الدولية.

المجلة العربية

ما مدى فائدة هذه المنشور؟

انقر على نجمة لتقييمه!

متوسط التقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا يوجد تصويت حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

زر الذهاب إلى الأعلى